السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته , طلاب شعبة القانون السنة أولى S1 أقدم لكم اليوم خلاصة جيدة للفهم لأهم المحاور والمحاضرات التي تطرقنا إليها في مادة "مدخل الى القانون الإسلامي"
للتذكير فقط فإن هاته الخلاصة ليست من إنتاجي بل هي لأحد الطلبة جزاه الله خيراً
ــ مفهوم الدولة
تعتبرالدولة بصفة عامة تنظيم سياسي معين,في مجتمع ماعلى شرط أن يتوفرفي هذا التنظيم هيئة حاكمة,تطبق أوامرها على جميع افراد الجماعة المحكومة ضمن ساحة معلومة من الأرض,وبناء على هذا التعريف,يجب ان تتوفركل دولة على ثلاثة عناصر وهي كالتالي:
الشعب وهو وجود فئة من الناس قد تقل وقد تكثرسيكونون على أرض معينة ويخضون لتنظيم سياسي واحد+الإقليم ويشكل الأرض التي تقيم عليها تلك الجماعة وتمارس السلطة الحاكمة مهامها فيها+السلطة السياسية وهي الهيئة التي تمارس السلطة على الشعب الذي يسكن هذا الإقليم وتقوم هذه الهيئة بوضع قوانين,والإشراف على تطبيقها واذا ماحاولنا تطبيق هذه الشرؤط على الدولة الإسلامية,فإننا سنجد أنها كانت متوفرة بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة لإرساء معالم الدولة الإسلامية الجديدة .
فالإقليم هوالركن الإول للدولة فكان متمثلا بالمدينة+أما الجماعة المحكومة الركن الثاني للدولة,فكان متمثلا بسكان المدينةالذين كانوا خاضعين للسلطة الجديدة.
أما السلطة السياسية الركن الثالث للدولة فقد كانت تتمثل بالنبي صلى الله عليه وسلم,والذي كان يعلم الناس احكام دينهم(مطبقا عليه السياسة التي يراها ملائمة) وقد كان يعاونه في ذلك كبارالصحابة ويستشيرهم في الأمورالخطيرة وبأمرهم يتأمرون لأمره وبمرورالوقت أخدت هذه الدولة تنمو وتتطورحتى أصبحت قبيل وفاة الرسول صاى الله عليه وسلم دولة كاملة لأركان راسخة الدعائم.
ــ نظام الحكم في الإسلام
ان نظام الحكم في الإسلام الذي فرضه رب العالمين هونظام الخلافة الذي ينصب فيه بالبيعة عل كتب الله وسنة رسوله لحكم ما أنزل الله والأدلة على ذلك من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة لقوله تعالى(فاحكم بينهم بما أنزل الله ولاتتبع اهواءهم كما كما جاءك من الحق) وخطاب الرسول صلى الله عليه وسلم بالحكم بينهم بما انزل الله وهوخطاب لأمته ومفهومه ان أن يوجد واحد من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكم بينهم بما انزل الله والأمرفي الخطاب يفيد الجزم لأن موضوع الخطاب وهذا مقارنة مع الجزم كما في الصول والحاكم الذي يحكم بين المسلمين بما انزل الله بعد رسوله هوالخليفة ونظام الحكم هونظام الخلافة هذا فضلا على اقامة الحدود وسائر الأحكام واجبة وهذه لاتقام الابالحاكم وما لايتم الواجب الابه فهو واجب أي ان ايجاد الحاكم الذي يقيم الشرع هو واجب والحاكم على هذا الوجه هوالخليفة ونظام الحكم هونظام الخلافة.
ــ شكل نظام الحكم في الإسلام
إن نظام شكل الحكم في الإسلام(الخلافة)متميزعن أشكال الحكم المعروفة في العالم سواء كان في الأساس الذي يقوم عليه,اوبالأفكار اوالمفاهيم والمقاييس والأحكام التي ترعى بمقتضاها الذي يضعها موضوع التطبيق والتنفيد أم بالشكل الذي تتمثل به الدولة الإسلامية والذي ميزبه عن جميع أشكال الحكم في العالم أجمع وهوليس نظاما محكما وليس نظاما إمبراطوريا ولاجمهوريا.
ــ الشرعية في الدولة الإسلامية
إن الشرعية من أهم المفاهيم التي تقوم عليها الدولة الديمقراطية الحديثة تمييزا لها من الدول القديمة و المقصود بالشرعية خضوع كل تصرفات الدول لقواعد قانونية يستطيع المواطنون بالمطالبة بإحترامها أمام قضاء مستقل وأن يكون صدورذلك وفق إجراءات متبعة وأن تمتنع الدولة عن اتيان أي فعل لاينسجم مع نظامها القانوني السائد+وأن تلتزم بإحترام القيم الأساسية والأهداف العليا للمجتمع بما يؤدي الى القبول الطوعي من قبل الشعب بقوانينها وسياستها وبعدالتها وملائمة مؤسساتها لحاجيات المجتمع وقيمه+إن شرعية الحكم في دولة اسلامية تستمد من مصدرين,الأول يتعلق(بالمرجعية القانونية)القيمية العليا التي تستند عليها كل سياسات الدولة في سائرالمجالات +وهي هنا لاينبغي ان تخرج اوتتصادم بحال مع مبادئ الإسلام وقيمه العليا,الأمرالذي يجعل من تلك السياسات والتصرفات(عبارة عن تطبيقات مباشرة)لنصوص الشريعة أواجتهادات مستندة عليها ومستمدة منها عبرأصل من أصول الإجتهاد+بما يجعل اي مصادمة للشريعة ومقاصدها تمثل طعنا موجبا في شرعيية تلك الدولة من حيث انتسابها للإسلام+الثاني يتمثل في الشورى ذاته أمرصحيح يؤسس لحق الأمة المستخلفة من الله المخاطبة من قبله مباشرة بإقامة شريعته وتهييئة الوسائل الضرورية للوفاء بهذا التكليف الواجب منها وإقامة الحكومة الإسلامية بما يجعل الحاكم المسلم نائبا عن المة في إقامة الشريعة وتطبيقها وفق العقد الذي بينه وبين الأمة,الايخرج في كل تصرفاته عن الشريعة وألايتبد بل يلتزم عمليا بمشورتها والإستمتاع لنصحها وتوجيهها فابعتبارها المصدرالوحيد لسلطته هي التي تقيمه وهي التي لها أن تصرفه من الخدمة متى شاءت+وهومجرد وكيل عنها في أداء ماهي مخاطبة ومكلفة بأدائه من انفاذ عدل الله وفق شريعته.
ــ الــمــبحـث الأول : الأطوارالكبرى للدولة الإسلامية,ومواكبة الفقه السياسي لها
ينبثق الفقه السياسي أساسا من العقيدة الإسلامية ومعززا بشعائرالتعبدية ومؤيدا بالقيم والأخلاق النبيلة ,وهويقوم على مجموعة من الأسس الضروروية لجلب المصالح ودرء المفاسد وهذه السس يعتمد بعضها على البعض وهي فقه الواقع فقه المواز نات وفقه الأولويات+مثال فقه الواقع ويقصد به مجموعة من الحقائق والسنن الكونية والإنسانية+وهذه معرفة يقينية تساهم في مواكبة الواقع المعاصر ومعايشته على أكمل وجه+اذن الشريعة الإسلامية دعت الى التفاعل مع السنن الكونية للإستفادة منها.
المذهب الأول : وجوب قيام الدولة وتنصيب الإمام
وتتلخص ادلته في وجوب قيام الدولة عن الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه (الله ليزع بالسلطان مالايزع بالقرآن) لعل هذه الكلمة ابلغ بيان للدورالذي تقوم به الدولة المسلمة في انقاد الشرع وتحقيق وجوده من خلال سلطان الدولة وهيئتها التي تفرض لبناء النظام الإسلامي وتوطيد أركانه في المجتمعلت عبر ممارسة السلطات العامة في سوق الناس الى الشريعة والأخد بأيديهم لتعليم الدين الحنيف مع التصدي لمظاهرالإنحراف والتضليل التي تعوق الممارسة الدينية وتمنع اسباب الإستقامة والهداية
+وهناك مجموعة من النصوص المستدلة على وجوب قيام الدولة وتنصيب اإمام منها++قوله تعالى( واذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالواتجعل فيها من يفسدها فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني أعلم مالاتعلمون)سورة البقرة الأية30
+وقال القرطبي في تفسيره لهذه الأية الأصل في تنصيب الإمام وخليفته يسمع له ويطاع لتجمع به الكلمة وتنفد به أحكام الخليفة+ولاخلاف في وجوب ذلك بين الأمة ولابين الأئمة
+وجوب تنصيب الإمام لقوله تعالى(ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الرسول واولي المر منكم)سورة النساء الأية59+وبه الدلالة في الأية أن الله أمربطاعة أولى المر وجعلها لطاعة رسوله
ومفهوم ذلك أن الطاعة لاتحصل حتى تنصب الإمارة التي بها يظهرأولى الأمر,وهم الأمراء والساسة والعلماء+وبدون دولة الإسلام لايتسنى تنصيب هؤلاء الأمراء وبذلك لا تتم طاعتهم فينفى مقصد عظيم من مقاصد الشريعة.
ــ المذهب الثاني جوازب قيام الدولة والحكم في الإسلام
جوازقيام الدولة ان الهدف الأسمى الذي ارسل الله رسوله من أجله هوعبادة الناس لربهم+ لقوله تعالى(وماخلقت الجن والإنس الا ليعبدون)+والعبادة في حقيقتها تجريد خضوع الإنسان لربه,وتحريره من الخضوع لسيطرة كل ماسوى الله تعالى وهي من أسباب الدولة والعبودية والصراع بين الإيمان والعفو وهوفي حقيقة(لااله إلا الله)فهي تخلص الإنسان من بإيمانه لها حقيقة صراع على حق الله في أن يكون أمرا ناهيا في الأرض لقوله تعالى(وهوالذي في السماء اله وفي الرض اله وهوالحكيم العليم)سورة الزخرف الأية84+ولاشكفي أن تحقيق العبودية لله تعالى وتحقيق دعوة الأنبياء لن تتم إلابسلب البشرالمتسلطين سيادتهم على الناس ورد السيادة والسلطات لله وحده +لذلك فقد أمرالشرع وأجازقيام الدولة لتحقيق هذه الغاية العظيمة لأن مثل هذه الغاية لاتتحقق في الحياة من خلال السلوك الفردي,بل تحتاج لسلطة تحمي التوحيد وتنشره وتطبق الحدود بقوة+/+الحكم في الإسلام لقوله تعالى(أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)سورة المائدة الأية50+إن معنى الجاهلية يتحدد في هذا النص والله يحدده في القرآن وهوحكم البشرللبشر+والخروج عن عبودية الله,ورفض الوهيته في اي زمان وفي اي مكان وإعتراف مقابل هذا بألوهية بعض البشربالعبودية لهم من دون الله وأناس أنهم يحكمون بشريعة الله من دون فتنة عن بعض منها ويقتلونها ويسلمون بها فهم إذا في دين الله وإما أنهم يحكمون ويقبلونها فهم إذا في عصر الجاهلية وهم في دين من يحكمون شريعته وليسو بشريعة من صنع البشرالذي لاينبغي حكم الله,فينبغي حكم الجاهلية والذي يرفض شريعة الله يقبل شريعة الجاهلية++قال تعالى(وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولاتتبع أهواءهم واحدرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله اليك ف‘ن تولوا فاعلم أنما يريد الله ان يصيبهم ببعض دنوبهم وإن كثيرا من الناس لفا سقون,افحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون)سورة المائدة الأية49ـ50
وقوله تعالى في ثلاثة ايات متتالية من سورة المائدة(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)الأية44 (ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون)الأية45 (ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الفاسقون)الأية47+الشرع لم يأت الا لحمل الناس بعدم اتباع مقتضى الهوى الى اتباع مقتضى الشرع,من نضب حاكم يحقق هذا المبدأ المهم في الأرض ويحمل العافة على مقتضى النص ولذلك كله كان لابد شرعا وعقلا الشرع في معالجهم الأخروية والدنيوية الراجعة عليها,وفائدة أن يعلم أن النظام لايقوم على أساس الإسلام فلا قيمة له حتى لوكان يقع على فمه هرمه اتقى الخلاق وأعلمهم وأعدلهم.
المذهب الثالث : مميزات الحكم في الإسلام خلال الفترة النبوية والخلافةالرشيدة
أولا مميزات الحكم في الإسلام خلال فترة النبوة كان النبي صلى الله عليه وسلم مسؤولاعن دولة وكان قائدة للأمة وكانو يحتكمون إليه في أمورهم وقضاياهم وكان يحكم بينهم بصفته الرسول الذي ينطق بحكم الله في أمور النزاعات والإختلافات وينبغي على كل فريق أن يرضى بحكم الله
لقوله تعالى(افغيرالله ابتغي حكما وهوالذي أنزل اليكم الكتاب مفصلا)سورة الأنعام ألية114
فالحكملله في كتابه الذي انزل مفصلا والذي كان ينطق بهذا الكتاب ويبلغه للناس+كان الله صلى الله عليه وسلم لذا تقول اية اخرى لقوله تعالى(فإن تننازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول)سورة النساء الأية59+وخيردليل على ذلك أن الرسول كان يحكم بين الناس بالعدل مستعينا بكتاب الله
ثانيا مميزات الحكم في اإسلام خلال فترة الخلفاء الراشدين وبعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم اوصى بالخلفاء الراشدين واستطاع الخلفاء بالوازع الديني والأخلاقي الذي كان قويا الذي كان قويا والمبادئ الدستورية والسياسية من ان يقموللعالم حكما صالحا+وخيردليل عل اقتداء الخلفاء الراشدين من حكمهم مما جاء في السنة النبوية وكتاب الله قصة الشابان الذين اتى الى الخليفة(عمربن الخطاب)رضي الله عنه....
المطلب الثاني : طورالإستبداد السياسي(الشرعية الناقصة)
الفقرة الأولى أهم فترة الإستبداد السياسي وأهم محطاتها
ماهومضمون الإستبداد السياسي؟+ماهي أهم محطات فترة الإستبداد السياسي(أوطورالشرعية الناقصة؟)++أولامضمون الإستبداد السياسي(أوالشرعية الناقصة)بدأت فترة الإستبداد السياسي بتحول الخلافة الى ملك على يد معاوية+ذلك أنه بعد مقتل عثمان رضي الله عنه(الأموي الأصل)بايع المسلمون علي,واذ بجماعة من عصابة عثمان برأسة معاوية بن ابي سفيان,يلحون على جعل الثأرمن قتلة عثمان أول برنامج عمل للحكم الجديد,لكن هذا لم يكن عمليا,لأن الذين قتلوعثمان ممثلون لقبائل بالغة القوة والهمية+بذا يجب ترتيب البيت الداخلي لبداية معاقبة الجناة,لكن الحاح معاوية وعصبيته أفضى الى المواجهة العسكرية مع الخليفة(علي)الا أن هذا الأخير بعد واقعة(صفين)و(الجمل)أوقف العمل العسكري,وفضل الصلح وحقن الدماء رغم تفوقه العسكري++انهذا الصلح اغضب جماعة كبيرة من المسلمين ممن تغلب عليهم طابع البداوة والعصبية وهو(الخوارج)الذين اعتبروا هذا الصلح كفرا من علي,أصروا على قتلهم جميعا+فكان مقتل علي سنة40هـ++بايع ابنه حسن,لكن هذا الأخيرأحس بخطرانقسام الجماعة وتشتتها بيد المسلمين أنفسهم,فقررتسليم الحكم لمعاوية وبايعه سنة41هـ+وسمي هذا العام بعام(الجماعة)+من هنا اعتبرت هذه البيعة أول سابقة فقيهة ادخلت الفقه السياسي في مواجهة قضايا(طورالشرعية الناقصة)++ان اول مرة يستند الحكم على عصبية لا الى قواعد شرعية وهي أول بيعة غير شرعية تعطى لها صفة الولاية الشرعية ليستقرالمرلمعاوية ويوطد الحكم لابنه وللبيت الأموي لكن الفقه ظل رافضا لهذا التحول ونفس الموقف اتخده الصحابة,اي عدم مشروعية هذا الحكم مما اذى الى عدة ثورات(ثورة المدينة وثورة ابن الزبيربمكة وثورة الحسين الذي قتل بكربلاء)+وتبقى من أهم ثورة هي ثورة الفقهاء(ثورة ابن الأشعت)سنة95هـ والتي شارك فيها عدد كبيرمن الناس اضافة الى خمسمائة فقيه++نشرهذه الثورة يعد مفصلا في موقف الفقه الإسلامي من الخروج اي الرفض المسلح للسلطة الجائزة وخاصة أن الفقهاء وجدوأنفسهم في مواجهة سلطة قوية,فتعدل الموقف الفقهي في مسألة الخروج ولم يرى الفقهاء في الثورة على الحكم حلا راجحا رغم ضعف شرعيته(كالحكم الأموي)ليجدوا الفقه السياسي نفسه أمام مرحلة جديدة في تاريخ المسلمين السياسي+هوبداية طورالإستبداد والشرعية الناقصة بكل ماتحمله من تحديات فقهية وفتاوي واجتهادات+لقد واكب الفقه السياسي فترات طويلة من تاريخ المسلمين السياسيين التي شاع فيها الاستبداد والظلم والخروج عن أحكام الشرع في مجال الحكم وخرق القواعد الشرعية والانقسامات السياسية+ويتلخص جوهرالتحول من الشرعية الكاملة الى الشرعية الناقصة في انتقال السلطة من الاعتماد على الأسس الشرعية الى الاعتماد على العصبية++هكذا تحول الحكم من الاعتماد على البيعة والتعاقد,الى البيعة الاعتماد على القوة والإكراه ومن اعتبارالحكم أمانة ومسؤولية الى اعتباره امتيازا شخصيا,ومن الاعتماد على الشورى على الاعتماد على الاستبداد ومن إقامة العدل والحق الى تقسيم الأنفاع والمصالح الذاتية وهوماسماه الفقه بالشرعية الناقصة ومنه تفرعت سائروجوهها,ومظهرها وصورها عمليا+فمقدمة الاستبداد السياسي ظهرت مع نهاية حكم الخلفاء الراشدين سنة40هـ وهي نفس السنة التي ابتدأت فيها طورالشرعية الناقصة أي منذ تحول الخلافة الى ملك وراثي على يد معاؤية+واستمرالى غاية سقوط الخلافة العثمانية على يد الروبيين بعد الحرب العالمية الولى بالتنسيق مع بعض الإمارات العربية لآنذاك+وهنا انتهى طورالشرعية الناقصة لتبتدئ أطوارأخرى ربما أرد وأسوأ(لاهي بالشرعية الكاملة ولاهي بالشرعية الناقصة) ولاهي بالإسلامية ولاهي باللبيرالية ولاهي بالاشتراكية...
ثانيا أهم محطات فترة الإستبداد السياسي(أوطورالشرعية الناقصة)
أهم محطات التاريخ السياسي الإسلامي
تغلب الأمويين على السلطة بطريقة غيرعصبية منذ سنة40هـ باستثناء فترة حكم عمربن عبد العزيز+/+ثورة الفقهاء(ابن الأشعت)سنة95هـ+/+تغلب العصبية(التركية والفارسية)على العاسيين+ومقتل(المتوكل العباسي)سنة247هـ+وظهورسلاطين متغلبين على بعض البلدان(الأغالبة بتونس,الحفاريون,السمانيون بإيران,البويهيون بإيران والعراق,الحمدانيون بالشام)+وانشاء الخلفاء لمنصب إمرأة الأمراء(كصيغة قانونية)بسيطرة الموالي على سيرالدولة من دونهم+/+ظهور(خلافة الفاطميين)بتونس+/+إعلان (الأمويين الخلافة بالأندلس)بعد ضعف الخلافة العباسية+/+سقوط بغداد على يد المغول سنة656هـ,قتل الخليفة+وانتقلت الخلافة الى مصرسنة659هـ+/+قيام الخلافة العثمانية سنة986هـ على جل العالم الإسلامي+وانتهي تاريخها بعد الحرب العالمية الثانية.
القضايا الفقهية والتي طرحت على الفقه السياسي
اختلاف المواقف الفقهية عدم مشروعية المتغلب(ثورات الحسين بن علي,عبد الله بن الزبير)+أهل المدينة مقابل القول بالمشروعية+/+غلبة الرأي(المانع من الثورة المسلحة على المستبدين)+/+ولاية التفويض وولاية المتغلب أوالجائز+/+إجماع كل العلماء على عدم مشروعيتها+إجازة التحالف مع(المبدع ضد الكافر)وذلك في الثورة المسلحة للعلماء ضد هذه الخلافة خاصة العبيدية التي اعتبرت خلافة(مجوس وكفارة)سنة332هـ
اختلاف العلماء في مشروعية هذا الإعلان,الجمهورذهب إلى عدم اعتبارها وجماعة المالكية بالمغرب والأندلس اعترف بها ، سابقة فقيهة حيث على تحقق خلوالزمان عن الإمام جامع لكافة المسلمين+انعدام الصلاحيات التنفيدية للخليفة
ــ تميزت مشكلة شرط قريشية الإمام التي كانت متوفرة من قبل(وقبل الفقه السياسي)عموما بمشروعية الخلافة دون اشتراط شرط قريشية الإمام بسبب افتقاده.
خــــــلاصــــــــة
لاشك ان الدولة الإسلامية تختلف في الهدف والوظيفة ومصدرية التشريع والشمولية عن غيرها من النماذج البشرية الوضعية التي يشهدها التاريخ الإنساني+وقامت بوظيفة أساسية تتمثل في إقامة الدين وسياسة الدين بالدنيا +ولقد نشأت الخلافة على اثرانتقال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربهاذ أجمع بعض وجهاء المسلمين المهاجرين وأنصارهم فكان يطلق عليها سقيفة بني ساعدةحيث أعلنوا خليفة للمسلمين من بعد وفاة النبي+ولها أحكام هناك من بين على وجوبها وأكد عليه وهناك من أجزها فقط وتبنى نشأة الدولة الإسلامية على الفترة الواقعة بين الهجرة النبوية الى المدينة ومنتصف القرن الأول الهجري وقامت على ادلة مهمة وهي(القرآن الكريم,السنة, العقل, الإجماع)++فمقاصد الإسلام تتقيد بالعدالة وانصاف المظلومين والعمل بالمعروف والنهي عن المنكرفي حين يتميز النظام السياسي بفكرسياسي يشكل نظاما مستقلا وله(مبادئ سياسية واجتماعية)كمفهوم الإنسان والمجتمع والشعب +ويعتبرالفقه السياسي أحد(الأحكام الشرعية)المتعلقة بالسلطة السياسية من حين نشأتها الى حين انتهائها.
مصطلحات المتعلقة(بالحكم السياسي الإسلامي)
تتداخل في القانون العام الإسلامي ثلاثة مصطلحات في عدة وجوه وتميزبوجوه أخرى وهي النظام السياسي الإسلامي (النظرية السياسية في الإسلام) والفقه السياسي (السياسة الشرعية) ومقاصد الإسلام في الحكم والمجتمع الإنساني .
النظام السياسي الإسلامي وهومجموعة(من المبادئ والأسس الفلسفية والحقوقية)التي ينبني عليها الفكرالسياسي في الإسلام والتي تشكل نظاما مستقلا مثل طبيعة(النظام السياسي الإسلامي)وخصائصه وعناصره +مثل مفهوم الإسلام لمجموعة(من المبادئ السياسية والإجتماعية)كمفهومه للإنسان والمجتمع والشعب والجماعة والأمة والدولةوالحقوق والحريات والمؤسسات والسلطات والتشريع والقانون والعقد الإجتماعي وبإختصار)المبادئ الإسلامية للقانون الدستوري)
الفقه السياسي هومجموعة من القواعد والأحكام الشرعية المتعلقة بالسلطة السياسية من نشأتها الى عملها الى انتهاءها مما عرف تاريخها(بإسم السياسة الشرعية)هذه الأحكام والقواعد الشرعية مصدرقوتها(الشرع الإسلامي)نفسه لاالسلطة ولاالعرف الفقهي+فهي تختلف عن القوانين الدستورية الوضعية وعن أحكام الدساتير الغيرمدونة+والسبب في ذلك أن الفقه السياسي لايتعلق بالدولة والقائمين عليها فقط بل يتضمن أحكاما كثيرة من حقوق وواجبات العامة من الناس+فكل دولة قائمة سواء كانت(دولة شرعية كاملة)+أودولة(استبداد وشرعية ناقصة)توجد لها أحكام وقواعد فرضتها الشريعة على الناس(للتعامل معها والتفاعل مع قوانينها وسلطتها وأحوالها)وهذا مايفسر لنامدى الإنسجام أوعدمه(بين الشعوب الإسلامية)وأنظمتها الحاكمة ومدى حماسها للعلمية السياسية وتفاعلها مع برامج الدولة+مماينبغي أن يبحث في إطار(علم الإجتماع السياسي)+ويتميزالفقه السياسي على أنه يعتمد على أصول الفقه والقواعد الفقهية وبأنه يتضمن احكاما أساسية وأصلية(إمامنصوصة في الشريعة وإما مجمع عليها من طرف علماء الأمة)+كما يتضمن مساحة واسعة من الإجتهادات(المبنية على أصول الفقه)+وخاصة على مصلحة المراسلة وقواعد الترجيح والمفاسدة(تبعا لحالة المسلمين والسلطة السياسية)والمناخ الدولي هذه الإجتهادات تطورت على مدى14قرن+سيرى فيها هذا الفقه الحياة السياسية للمسلمين واستوعب كل(التقلبات والتغيرات والإنتصارات والهزائم)+وحالات العدل والجزور والشورى(والإستبداد والقوة والضعف والوحدة والتجزئة) والشرعية الكاملة والشرعية الناقصة+فهوفقه متطور ومرن ويتميز بخاصيتين(+أولهما الثبات على المبادئ الشرعية التي شكلها النص والإجماع)+وثانيهما التطورمع الحداث والوقائع حسب الزمان والمكان أو مايسميه الدارسون(تاريخ الفكرالسياسي)
مقاصد الإسلام في الحكم ويرتبط هذا المفهوم بالمفهومين السابقين(+النظام السياسي الإسلامي+والفقه السياسي)فالنظرية السياسية في الإسلام تعتني بتحقيق مقاصد(في الإجماع والعمران والسياسة)كما أن السياسة الشرعية تتمركزعلى هذه المقاصد في جوهرها+نعني بمقاصد الإسلام في الإجتماع الإسلامي والحكم المدني قصد أحكالم الشريعة الى(العدالة وإحقاق الحقوق وانصاف المظلومين)+والتعاون على الصالح والنهي على الشر وحماية الفئات الضعف+ونفي التمييزعلى أساس عرفي,وصيانة(الدماء وتحقيق الأمن والسلم محليا ودوليا)+وباختصارتعد مقاصد الإسلام هذه عناوين مشتركة بينه وبين سائرالديانات والنظم ومفاهيم(مغروسة في الفكرالإنساني)يمكن بها تواصل أهل العلم السياسي والمسلمين المنظومة الدولية للقيم ومع غيرالمسلمين في العالم+ومن الأدلة الشرعية على مقاصد الإسلام في الحكم والإجتماع الإنساني، قوله تعالى(لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط)
وبعد التحدث عن ثلاثة مصطلحات في(القانون العام الإسلامي)
لن نغفل التحدث عن طبيعة النظام الذي يتميزبه الإسلام(اجتماعيا وسياسيا)حيث لن يسبق أن تسأل(مذكرأوعالم أوفقيه أورجل قانون مسلم)خلال ثلاثة عشر قرنا عن وجود نظام اجتماعي سياسياسلامي+ولاشك أن احدهم طعن فيه والسبب(أن هذا النظام جزء عضوي من الإسلام نفسه)فلا معنى للإسلام ولاوجود خارج الحياة ولاتكليف له لإنسان دون مجتمع+بل تتعلق أحكامه بكل أفعال المكلفين في جميع الحالات وجميع المجالات لكن مع سقوط الخلافة العثمانية في أوائل القر20 طرح عدد من وجود(نظرية اسلامية للحكم)+وأن الإسلام علاقة فردية بين الإنسان وربه (كالمسحية)فكان من هذا فقط الطعن في(النظام الإسلامي)+ومن هذا كله نخلص القول بأن الإسلام هوليس دينا وعبادة فقط,بل وانما هويمثل مجموعة من المؤسسات(السياسية والإجتماعية)وكذا يحتوي على نظام سياسي خاص به.
للتذكير فقط فإن هاته الخلاصة ليست من إنتاجي بل هي لأحد الطلبة جزاه الله خيراً
ــ مفهوم الدولة
تعتبرالدولة بصفة عامة تنظيم سياسي معين,في مجتمع ماعلى شرط أن يتوفرفي هذا التنظيم هيئة حاكمة,تطبق أوامرها على جميع افراد الجماعة المحكومة ضمن ساحة معلومة من الأرض,وبناء على هذا التعريف,يجب ان تتوفركل دولة على ثلاثة عناصر وهي كالتالي:
الشعب وهو وجود فئة من الناس قد تقل وقد تكثرسيكونون على أرض معينة ويخضون لتنظيم سياسي واحد+الإقليم ويشكل الأرض التي تقيم عليها تلك الجماعة وتمارس السلطة الحاكمة مهامها فيها+السلطة السياسية وهي الهيئة التي تمارس السلطة على الشعب الذي يسكن هذا الإقليم وتقوم هذه الهيئة بوضع قوانين,والإشراف على تطبيقها واذا ماحاولنا تطبيق هذه الشرؤط على الدولة الإسلامية,فإننا سنجد أنها كانت متوفرة بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة لإرساء معالم الدولة الإسلامية الجديدة .
فالإقليم هوالركن الإول للدولة فكان متمثلا بالمدينة+أما الجماعة المحكومة الركن الثاني للدولة,فكان متمثلا بسكان المدينةالذين كانوا خاضعين للسلطة الجديدة.
أما السلطة السياسية الركن الثالث للدولة فقد كانت تتمثل بالنبي صلى الله عليه وسلم,والذي كان يعلم الناس احكام دينهم(مطبقا عليه السياسة التي يراها ملائمة) وقد كان يعاونه في ذلك كبارالصحابة ويستشيرهم في الأمورالخطيرة وبأمرهم يتأمرون لأمره وبمرورالوقت أخدت هذه الدولة تنمو وتتطورحتى أصبحت قبيل وفاة الرسول صاى الله عليه وسلم دولة كاملة لأركان راسخة الدعائم.
ــ نظام الحكم في الإسلام
ان نظام الحكم في الإسلام الذي فرضه رب العالمين هونظام الخلافة الذي ينصب فيه بالبيعة عل كتب الله وسنة رسوله لحكم ما أنزل الله والأدلة على ذلك من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة لقوله تعالى(فاحكم بينهم بما أنزل الله ولاتتبع اهواءهم كما كما جاءك من الحق) وخطاب الرسول صلى الله عليه وسلم بالحكم بينهم بما انزل الله وهوخطاب لأمته ومفهومه ان أن يوجد واحد من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكم بينهم بما انزل الله والأمرفي الخطاب يفيد الجزم لأن موضوع الخطاب وهذا مقارنة مع الجزم كما في الصول والحاكم الذي يحكم بين المسلمين بما انزل الله بعد رسوله هوالخليفة ونظام الحكم هونظام الخلافة هذا فضلا على اقامة الحدود وسائر الأحكام واجبة وهذه لاتقام الابالحاكم وما لايتم الواجب الابه فهو واجب أي ان ايجاد الحاكم الذي يقيم الشرع هو واجب والحاكم على هذا الوجه هوالخليفة ونظام الحكم هونظام الخلافة.
ــ شكل نظام الحكم في الإسلام
إن نظام شكل الحكم في الإسلام(الخلافة)متميزعن أشكال الحكم المعروفة في العالم سواء كان في الأساس الذي يقوم عليه,اوبالأفكار اوالمفاهيم والمقاييس والأحكام التي ترعى بمقتضاها الذي يضعها موضوع التطبيق والتنفيد أم بالشكل الذي تتمثل به الدولة الإسلامية والذي ميزبه عن جميع أشكال الحكم في العالم أجمع وهوليس نظاما محكما وليس نظاما إمبراطوريا ولاجمهوريا.
ــ الشرعية في الدولة الإسلامية
إن الشرعية من أهم المفاهيم التي تقوم عليها الدولة الديمقراطية الحديثة تمييزا لها من الدول القديمة و المقصود بالشرعية خضوع كل تصرفات الدول لقواعد قانونية يستطيع المواطنون بالمطالبة بإحترامها أمام قضاء مستقل وأن يكون صدورذلك وفق إجراءات متبعة وأن تمتنع الدولة عن اتيان أي فعل لاينسجم مع نظامها القانوني السائد+وأن تلتزم بإحترام القيم الأساسية والأهداف العليا للمجتمع بما يؤدي الى القبول الطوعي من قبل الشعب بقوانينها وسياستها وبعدالتها وملائمة مؤسساتها لحاجيات المجتمع وقيمه+إن شرعية الحكم في دولة اسلامية تستمد من مصدرين,الأول يتعلق(بالمرجعية القانونية)القيمية العليا التي تستند عليها كل سياسات الدولة في سائرالمجالات +وهي هنا لاينبغي ان تخرج اوتتصادم بحال مع مبادئ الإسلام وقيمه العليا,الأمرالذي يجعل من تلك السياسات والتصرفات(عبارة عن تطبيقات مباشرة)لنصوص الشريعة أواجتهادات مستندة عليها ومستمدة منها عبرأصل من أصول الإجتهاد+بما يجعل اي مصادمة للشريعة ومقاصدها تمثل طعنا موجبا في شرعيية تلك الدولة من حيث انتسابها للإسلام+الثاني يتمثل في الشورى ذاته أمرصحيح يؤسس لحق الأمة المستخلفة من الله المخاطبة من قبله مباشرة بإقامة شريعته وتهييئة الوسائل الضرورية للوفاء بهذا التكليف الواجب منها وإقامة الحكومة الإسلامية بما يجعل الحاكم المسلم نائبا عن المة في إقامة الشريعة وتطبيقها وفق العقد الذي بينه وبين الأمة,الايخرج في كل تصرفاته عن الشريعة وألايتبد بل يلتزم عمليا بمشورتها والإستمتاع لنصحها وتوجيهها فابعتبارها المصدرالوحيد لسلطته هي التي تقيمه وهي التي لها أن تصرفه من الخدمة متى شاءت+وهومجرد وكيل عنها في أداء ماهي مخاطبة ومكلفة بأدائه من انفاذ عدل الله وفق شريعته.
ــ الــمــبحـث الأول : الأطوارالكبرى للدولة الإسلامية,ومواكبة الفقه السياسي لها
ينبثق الفقه السياسي أساسا من العقيدة الإسلامية ومعززا بشعائرالتعبدية ومؤيدا بالقيم والأخلاق النبيلة ,وهويقوم على مجموعة من الأسس الضروروية لجلب المصالح ودرء المفاسد وهذه السس يعتمد بعضها على البعض وهي فقه الواقع فقه المواز نات وفقه الأولويات+مثال فقه الواقع ويقصد به مجموعة من الحقائق والسنن الكونية والإنسانية+وهذه معرفة يقينية تساهم في مواكبة الواقع المعاصر ومعايشته على أكمل وجه+اذن الشريعة الإسلامية دعت الى التفاعل مع السنن الكونية للإستفادة منها.
المذهب الأول : وجوب قيام الدولة وتنصيب الإمام
وتتلخص ادلته في وجوب قيام الدولة عن الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه (الله ليزع بالسلطان مالايزع بالقرآن) لعل هذه الكلمة ابلغ بيان للدورالذي تقوم به الدولة المسلمة في انقاد الشرع وتحقيق وجوده من خلال سلطان الدولة وهيئتها التي تفرض لبناء النظام الإسلامي وتوطيد أركانه في المجتمعلت عبر ممارسة السلطات العامة في سوق الناس الى الشريعة والأخد بأيديهم لتعليم الدين الحنيف مع التصدي لمظاهرالإنحراف والتضليل التي تعوق الممارسة الدينية وتمنع اسباب الإستقامة والهداية
+وهناك مجموعة من النصوص المستدلة على وجوب قيام الدولة وتنصيب اإمام منها++قوله تعالى( واذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالواتجعل فيها من يفسدها فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني أعلم مالاتعلمون)سورة البقرة الأية30
+وقال القرطبي في تفسيره لهذه الأية الأصل في تنصيب الإمام وخليفته يسمع له ويطاع لتجمع به الكلمة وتنفد به أحكام الخليفة+ولاخلاف في وجوب ذلك بين الأمة ولابين الأئمة
+وجوب تنصيب الإمام لقوله تعالى(ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الرسول واولي المر منكم)سورة النساء الأية59+وبه الدلالة في الأية أن الله أمربطاعة أولى المر وجعلها لطاعة رسوله
ومفهوم ذلك أن الطاعة لاتحصل حتى تنصب الإمارة التي بها يظهرأولى الأمر,وهم الأمراء والساسة والعلماء+وبدون دولة الإسلام لايتسنى تنصيب هؤلاء الأمراء وبذلك لا تتم طاعتهم فينفى مقصد عظيم من مقاصد الشريعة.
ــ المذهب الثاني جوازب قيام الدولة والحكم في الإسلام
جوازقيام الدولة ان الهدف الأسمى الذي ارسل الله رسوله من أجله هوعبادة الناس لربهم+ لقوله تعالى(وماخلقت الجن والإنس الا ليعبدون)+والعبادة في حقيقتها تجريد خضوع الإنسان لربه,وتحريره من الخضوع لسيطرة كل ماسوى الله تعالى وهي من أسباب الدولة والعبودية والصراع بين الإيمان والعفو وهوفي حقيقة(لااله إلا الله)فهي تخلص الإنسان من بإيمانه لها حقيقة صراع على حق الله في أن يكون أمرا ناهيا في الأرض لقوله تعالى(وهوالذي في السماء اله وفي الرض اله وهوالحكيم العليم)سورة الزخرف الأية84+ولاشكفي أن تحقيق العبودية لله تعالى وتحقيق دعوة الأنبياء لن تتم إلابسلب البشرالمتسلطين سيادتهم على الناس ورد السيادة والسلطات لله وحده +لذلك فقد أمرالشرع وأجازقيام الدولة لتحقيق هذه الغاية العظيمة لأن مثل هذه الغاية لاتتحقق في الحياة من خلال السلوك الفردي,بل تحتاج لسلطة تحمي التوحيد وتنشره وتطبق الحدود بقوة+/+الحكم في الإسلام لقوله تعالى(أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)سورة المائدة الأية50+إن معنى الجاهلية يتحدد في هذا النص والله يحدده في القرآن وهوحكم البشرللبشر+والخروج عن عبودية الله,ورفض الوهيته في اي زمان وفي اي مكان وإعتراف مقابل هذا بألوهية بعض البشربالعبودية لهم من دون الله وأناس أنهم يحكمون بشريعة الله من دون فتنة عن بعض منها ويقتلونها ويسلمون بها فهم إذا في دين الله وإما أنهم يحكمون ويقبلونها فهم إذا في عصر الجاهلية وهم في دين من يحكمون شريعته وليسو بشريعة من صنع البشرالذي لاينبغي حكم الله,فينبغي حكم الجاهلية والذي يرفض شريعة الله يقبل شريعة الجاهلية++قال تعالى(وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولاتتبع أهواءهم واحدرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله اليك ف‘ن تولوا فاعلم أنما يريد الله ان يصيبهم ببعض دنوبهم وإن كثيرا من الناس لفا سقون,افحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون)سورة المائدة الأية49ـ50
وقوله تعالى في ثلاثة ايات متتالية من سورة المائدة(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)الأية44 (ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون)الأية45 (ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الفاسقون)الأية47+الشرع لم يأت الا لحمل الناس بعدم اتباع مقتضى الهوى الى اتباع مقتضى الشرع,من نضب حاكم يحقق هذا المبدأ المهم في الأرض ويحمل العافة على مقتضى النص ولذلك كله كان لابد شرعا وعقلا الشرع في معالجهم الأخروية والدنيوية الراجعة عليها,وفائدة أن يعلم أن النظام لايقوم على أساس الإسلام فلا قيمة له حتى لوكان يقع على فمه هرمه اتقى الخلاق وأعلمهم وأعدلهم.
المذهب الثالث : مميزات الحكم في الإسلام خلال الفترة النبوية والخلافةالرشيدة
أولا مميزات الحكم في الإسلام خلال فترة النبوة كان النبي صلى الله عليه وسلم مسؤولاعن دولة وكان قائدة للأمة وكانو يحتكمون إليه في أمورهم وقضاياهم وكان يحكم بينهم بصفته الرسول الذي ينطق بحكم الله في أمور النزاعات والإختلافات وينبغي على كل فريق أن يرضى بحكم الله
لقوله تعالى(افغيرالله ابتغي حكما وهوالذي أنزل اليكم الكتاب مفصلا)سورة الأنعام ألية114
فالحكملله في كتابه الذي انزل مفصلا والذي كان ينطق بهذا الكتاب ويبلغه للناس+كان الله صلى الله عليه وسلم لذا تقول اية اخرى لقوله تعالى(فإن تننازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول)سورة النساء الأية59+وخيردليل على ذلك أن الرسول كان يحكم بين الناس بالعدل مستعينا بكتاب الله
ثانيا مميزات الحكم في اإسلام خلال فترة الخلفاء الراشدين وبعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم اوصى بالخلفاء الراشدين واستطاع الخلفاء بالوازع الديني والأخلاقي الذي كان قويا الذي كان قويا والمبادئ الدستورية والسياسية من ان يقموللعالم حكما صالحا+وخيردليل عل اقتداء الخلفاء الراشدين من حكمهم مما جاء في السنة النبوية وكتاب الله قصة الشابان الذين اتى الى الخليفة(عمربن الخطاب)رضي الله عنه....
المطلب الثاني : طورالإستبداد السياسي(الشرعية الناقصة)
الفقرة الأولى أهم فترة الإستبداد السياسي وأهم محطاتها
ماهومضمون الإستبداد السياسي؟+ماهي أهم محطات فترة الإستبداد السياسي(أوطورالشرعية الناقصة؟)++أولامضمون الإستبداد السياسي(أوالشرعية الناقصة)بدأت فترة الإستبداد السياسي بتحول الخلافة الى ملك على يد معاوية+ذلك أنه بعد مقتل عثمان رضي الله عنه(الأموي الأصل)بايع المسلمون علي,واذ بجماعة من عصابة عثمان برأسة معاوية بن ابي سفيان,يلحون على جعل الثأرمن قتلة عثمان أول برنامج عمل للحكم الجديد,لكن هذا لم يكن عمليا,لأن الذين قتلوعثمان ممثلون لقبائل بالغة القوة والهمية+بذا يجب ترتيب البيت الداخلي لبداية معاقبة الجناة,لكن الحاح معاوية وعصبيته أفضى الى المواجهة العسكرية مع الخليفة(علي)الا أن هذا الأخير بعد واقعة(صفين)و(الجمل)أوقف العمل العسكري,وفضل الصلح وحقن الدماء رغم تفوقه العسكري++انهذا الصلح اغضب جماعة كبيرة من المسلمين ممن تغلب عليهم طابع البداوة والعصبية وهو(الخوارج)الذين اعتبروا هذا الصلح كفرا من علي,أصروا على قتلهم جميعا+فكان مقتل علي سنة40هـ++بايع ابنه حسن,لكن هذا الأخيرأحس بخطرانقسام الجماعة وتشتتها بيد المسلمين أنفسهم,فقررتسليم الحكم لمعاوية وبايعه سنة41هـ+وسمي هذا العام بعام(الجماعة)+من هنا اعتبرت هذه البيعة أول سابقة فقيهة ادخلت الفقه السياسي في مواجهة قضايا(طورالشرعية الناقصة)++ان اول مرة يستند الحكم على عصبية لا الى قواعد شرعية وهي أول بيعة غير شرعية تعطى لها صفة الولاية الشرعية ليستقرالمرلمعاوية ويوطد الحكم لابنه وللبيت الأموي لكن الفقه ظل رافضا لهذا التحول ونفس الموقف اتخده الصحابة,اي عدم مشروعية هذا الحكم مما اذى الى عدة ثورات(ثورة المدينة وثورة ابن الزبيربمكة وثورة الحسين الذي قتل بكربلاء)+وتبقى من أهم ثورة هي ثورة الفقهاء(ثورة ابن الأشعت)سنة95هـ والتي شارك فيها عدد كبيرمن الناس اضافة الى خمسمائة فقيه++نشرهذه الثورة يعد مفصلا في موقف الفقه الإسلامي من الخروج اي الرفض المسلح للسلطة الجائزة وخاصة أن الفقهاء وجدوأنفسهم في مواجهة سلطة قوية,فتعدل الموقف الفقهي في مسألة الخروج ولم يرى الفقهاء في الثورة على الحكم حلا راجحا رغم ضعف شرعيته(كالحكم الأموي)ليجدوا الفقه السياسي نفسه أمام مرحلة جديدة في تاريخ المسلمين السياسي+هوبداية طورالإستبداد والشرعية الناقصة بكل ماتحمله من تحديات فقهية وفتاوي واجتهادات+لقد واكب الفقه السياسي فترات طويلة من تاريخ المسلمين السياسيين التي شاع فيها الاستبداد والظلم والخروج عن أحكام الشرع في مجال الحكم وخرق القواعد الشرعية والانقسامات السياسية+ويتلخص جوهرالتحول من الشرعية الكاملة الى الشرعية الناقصة في انتقال السلطة من الاعتماد على الأسس الشرعية الى الاعتماد على العصبية++هكذا تحول الحكم من الاعتماد على البيعة والتعاقد,الى البيعة الاعتماد على القوة والإكراه ومن اعتبارالحكم أمانة ومسؤولية الى اعتباره امتيازا شخصيا,ومن الاعتماد على الشورى على الاعتماد على الاستبداد ومن إقامة العدل والحق الى تقسيم الأنفاع والمصالح الذاتية وهوماسماه الفقه بالشرعية الناقصة ومنه تفرعت سائروجوهها,ومظهرها وصورها عمليا+فمقدمة الاستبداد السياسي ظهرت مع نهاية حكم الخلفاء الراشدين سنة40هـ وهي نفس السنة التي ابتدأت فيها طورالشرعية الناقصة أي منذ تحول الخلافة الى ملك وراثي على يد معاؤية+واستمرالى غاية سقوط الخلافة العثمانية على يد الروبيين بعد الحرب العالمية الولى بالتنسيق مع بعض الإمارات العربية لآنذاك+وهنا انتهى طورالشرعية الناقصة لتبتدئ أطوارأخرى ربما أرد وأسوأ(لاهي بالشرعية الكاملة ولاهي بالشرعية الناقصة) ولاهي بالإسلامية ولاهي باللبيرالية ولاهي بالاشتراكية...
ثانيا أهم محطات فترة الإستبداد السياسي(أوطورالشرعية الناقصة)
أهم محطات التاريخ السياسي الإسلامي
تغلب الأمويين على السلطة بطريقة غيرعصبية منذ سنة40هـ باستثناء فترة حكم عمربن عبد العزيز+/+ثورة الفقهاء(ابن الأشعت)سنة95هـ+/+تغلب العصبية(التركية والفارسية)على العاسيين+ومقتل(المتوكل العباسي)سنة247هـ+وظهورسلاطين متغلبين على بعض البلدان(الأغالبة بتونس,الحفاريون,السمانيون بإيران,البويهيون بإيران والعراق,الحمدانيون بالشام)+وانشاء الخلفاء لمنصب إمرأة الأمراء(كصيغة قانونية)بسيطرة الموالي على سيرالدولة من دونهم+/+ظهور(خلافة الفاطميين)بتونس+/+إعلان (الأمويين الخلافة بالأندلس)بعد ضعف الخلافة العباسية+/+سقوط بغداد على يد المغول سنة656هـ,قتل الخليفة+وانتقلت الخلافة الى مصرسنة659هـ+/+قيام الخلافة العثمانية سنة986هـ على جل العالم الإسلامي+وانتهي تاريخها بعد الحرب العالمية الثانية.
القضايا الفقهية والتي طرحت على الفقه السياسي
اختلاف المواقف الفقهية عدم مشروعية المتغلب(ثورات الحسين بن علي,عبد الله بن الزبير)+أهل المدينة مقابل القول بالمشروعية+/+غلبة الرأي(المانع من الثورة المسلحة على المستبدين)+/+ولاية التفويض وولاية المتغلب أوالجائز+/+إجماع كل العلماء على عدم مشروعيتها+إجازة التحالف مع(المبدع ضد الكافر)وذلك في الثورة المسلحة للعلماء ضد هذه الخلافة خاصة العبيدية التي اعتبرت خلافة(مجوس وكفارة)سنة332هـ
اختلاف العلماء في مشروعية هذا الإعلان,الجمهورذهب إلى عدم اعتبارها وجماعة المالكية بالمغرب والأندلس اعترف بها ، سابقة فقيهة حيث على تحقق خلوالزمان عن الإمام جامع لكافة المسلمين+انعدام الصلاحيات التنفيدية للخليفة
ــ تميزت مشكلة شرط قريشية الإمام التي كانت متوفرة من قبل(وقبل الفقه السياسي)عموما بمشروعية الخلافة دون اشتراط شرط قريشية الإمام بسبب افتقاده.
خــــــلاصــــــــة
لاشك ان الدولة الإسلامية تختلف في الهدف والوظيفة ومصدرية التشريع والشمولية عن غيرها من النماذج البشرية الوضعية التي يشهدها التاريخ الإنساني+وقامت بوظيفة أساسية تتمثل في إقامة الدين وسياسة الدين بالدنيا +ولقد نشأت الخلافة على اثرانتقال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربهاذ أجمع بعض وجهاء المسلمين المهاجرين وأنصارهم فكان يطلق عليها سقيفة بني ساعدةحيث أعلنوا خليفة للمسلمين من بعد وفاة النبي+ولها أحكام هناك من بين على وجوبها وأكد عليه وهناك من أجزها فقط وتبنى نشأة الدولة الإسلامية على الفترة الواقعة بين الهجرة النبوية الى المدينة ومنتصف القرن الأول الهجري وقامت على ادلة مهمة وهي(القرآن الكريم,السنة, العقل, الإجماع)++فمقاصد الإسلام تتقيد بالعدالة وانصاف المظلومين والعمل بالمعروف والنهي عن المنكرفي حين يتميز النظام السياسي بفكرسياسي يشكل نظاما مستقلا وله(مبادئ سياسية واجتماعية)كمفهوم الإنسان والمجتمع والشعب +ويعتبرالفقه السياسي أحد(الأحكام الشرعية)المتعلقة بالسلطة السياسية من حين نشأتها الى حين انتهائها.
مصطلحات المتعلقة(بالحكم السياسي الإسلامي)
تتداخل في القانون العام الإسلامي ثلاثة مصطلحات في عدة وجوه وتميزبوجوه أخرى وهي النظام السياسي الإسلامي (النظرية السياسية في الإسلام) والفقه السياسي (السياسة الشرعية) ومقاصد الإسلام في الحكم والمجتمع الإنساني .
النظام السياسي الإسلامي وهومجموعة(من المبادئ والأسس الفلسفية والحقوقية)التي ينبني عليها الفكرالسياسي في الإسلام والتي تشكل نظاما مستقلا مثل طبيعة(النظام السياسي الإسلامي)وخصائصه وعناصره +مثل مفهوم الإسلام لمجموعة(من المبادئ السياسية والإجتماعية)كمفهومه للإنسان والمجتمع والشعب والجماعة والأمة والدولةوالحقوق والحريات والمؤسسات والسلطات والتشريع والقانون والعقد الإجتماعي وبإختصار)المبادئ الإسلامية للقانون الدستوري)
الفقه السياسي هومجموعة من القواعد والأحكام الشرعية المتعلقة بالسلطة السياسية من نشأتها الى عملها الى انتهاءها مما عرف تاريخها(بإسم السياسة الشرعية)هذه الأحكام والقواعد الشرعية مصدرقوتها(الشرع الإسلامي)نفسه لاالسلطة ولاالعرف الفقهي+فهي تختلف عن القوانين الدستورية الوضعية وعن أحكام الدساتير الغيرمدونة+والسبب في ذلك أن الفقه السياسي لايتعلق بالدولة والقائمين عليها فقط بل يتضمن أحكاما كثيرة من حقوق وواجبات العامة من الناس+فكل دولة قائمة سواء كانت(دولة شرعية كاملة)+أودولة(استبداد وشرعية ناقصة)توجد لها أحكام وقواعد فرضتها الشريعة على الناس(للتعامل معها والتفاعل مع قوانينها وسلطتها وأحوالها)وهذا مايفسر لنامدى الإنسجام أوعدمه(بين الشعوب الإسلامية)وأنظمتها الحاكمة ومدى حماسها للعلمية السياسية وتفاعلها مع برامج الدولة+مماينبغي أن يبحث في إطار(علم الإجتماع السياسي)+ويتميزالفقه السياسي على أنه يعتمد على أصول الفقه والقواعد الفقهية وبأنه يتضمن احكاما أساسية وأصلية(إمامنصوصة في الشريعة وإما مجمع عليها من طرف علماء الأمة)+كما يتضمن مساحة واسعة من الإجتهادات(المبنية على أصول الفقه)+وخاصة على مصلحة المراسلة وقواعد الترجيح والمفاسدة(تبعا لحالة المسلمين والسلطة السياسية)والمناخ الدولي هذه الإجتهادات تطورت على مدى14قرن+سيرى فيها هذا الفقه الحياة السياسية للمسلمين واستوعب كل(التقلبات والتغيرات والإنتصارات والهزائم)+وحالات العدل والجزور والشورى(والإستبداد والقوة والضعف والوحدة والتجزئة) والشرعية الكاملة والشرعية الناقصة+فهوفقه متطور ومرن ويتميز بخاصيتين(+أولهما الثبات على المبادئ الشرعية التي شكلها النص والإجماع)+وثانيهما التطورمع الحداث والوقائع حسب الزمان والمكان أو مايسميه الدارسون(تاريخ الفكرالسياسي)
مقاصد الإسلام في الحكم ويرتبط هذا المفهوم بالمفهومين السابقين(+النظام السياسي الإسلامي+والفقه السياسي)فالنظرية السياسية في الإسلام تعتني بتحقيق مقاصد(في الإجماع والعمران والسياسة)كما أن السياسة الشرعية تتمركزعلى هذه المقاصد في جوهرها+نعني بمقاصد الإسلام في الإجتماع الإسلامي والحكم المدني قصد أحكالم الشريعة الى(العدالة وإحقاق الحقوق وانصاف المظلومين)+والتعاون على الصالح والنهي على الشر وحماية الفئات الضعف+ونفي التمييزعلى أساس عرفي,وصيانة(الدماء وتحقيق الأمن والسلم محليا ودوليا)+وباختصارتعد مقاصد الإسلام هذه عناوين مشتركة بينه وبين سائرالديانات والنظم ومفاهيم(مغروسة في الفكرالإنساني)يمكن بها تواصل أهل العلم السياسي والمسلمين المنظومة الدولية للقيم ومع غيرالمسلمين في العالم+ومن الأدلة الشرعية على مقاصد الإسلام في الحكم والإجتماع الإنساني، قوله تعالى(لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط)
وبعد التحدث عن ثلاثة مصطلحات في(القانون العام الإسلامي)
لن نغفل التحدث عن طبيعة النظام الذي يتميزبه الإسلام(اجتماعيا وسياسيا)حيث لن يسبق أن تسأل(مذكرأوعالم أوفقيه أورجل قانون مسلم)خلال ثلاثة عشر قرنا عن وجود نظام اجتماعي سياسياسلامي+ولاشك أن احدهم طعن فيه والسبب(أن هذا النظام جزء عضوي من الإسلام نفسه)فلا معنى للإسلام ولاوجود خارج الحياة ولاتكليف له لإنسان دون مجتمع+بل تتعلق أحكامه بكل أفعال المكلفين في جميع الحالات وجميع المجالات لكن مع سقوط الخلافة العثمانية في أوائل القر20 طرح عدد من وجود(نظرية اسلامية للحكم)+وأن الإسلام علاقة فردية بين الإنسان وربه (كالمسحية)فكان من هذا فقط الطعن في(النظام الإسلامي)+ومن هذا كله نخلص القول بأن الإسلام هوليس دينا وعبادة فقط,بل وانما هويمثل مجموعة من المؤسسات(السياسية والإجتماعية)وكذا يحتوي على نظام سياسي خاص به.